دوما لك الحمد يا رب والصلوات دوما لك الحمد ما دقت النبضات فَلأنت خالقنا تدعوا لك الأصوات دوما لك الحمد في الجهرِ والخلوات

الثلاثاء، 1 مايو 2012


قد سألت البحر يوما هل أنا يا بحر منكا؟
هل صحيح ما رواه بعضهم عني وعنكا؟
أم ترى ما زعموا زورا وبهتانا وإفكا؟
ضحكت أمواجه مني وقالت:


لست أدري!


أنت يا بحر أسير آه ما أعظم أسرك
أنت مثلي أيّها الجبار لا تملك أمرك
أشبهت حالك حالي وحكى عذري عذرك

فمتى أنجو من الأسر وتنجو؟ ..

لست أدري!

ترسل السّحب فتسقي أرضنا والشّجرا
قد أكلناك وقلنا قد أكلنا الثّمرا
وشربناك وقلنا قد شربنا المطرا
أصواب ما زعمنا أم ضلال؟


لست أدري!
 
قد سألت السّحب في الآفاق هل تذكر رملك
وسألت الشّجر المورق هل يعرف فضلك
وسألت الدّر في الأعناق هل تذكر أصلك
وكأنّي خلتها قالت جميعا:

لست أدري!

كم ملوك ضربوا حولك في اللّيل القبابا
طلع الصّبح ولكن لم نجد إلاّ الضّبابا
ألهم يا بحر يوما رجعة أم لا مآبا
أم هم في الرّمل ؟ قال الرّمل إني...

لست أدري!

فيك مثلي أيّها الجبّار أصداف ورمل
إنّما أنت بلا ظلّ ولي في الأرض ظلّ
إنّما أنت بلا عقل ولي ،يا بحر ، عقل
فلماذا ، يا ترى، أمضي وتبقى ؟..

لست أدري!

إنّ في صدري، يا بحر ، لأسرار عجابا
نزل السّتر عليها وأنا كنت الحجابا
ولذا أزداد بعدا كلّما أزددت اقترابا
وأراني كلّما أوشكت أدري...

لست أدري!

إنّني ،يا بحر، بحر شاطئاه شاطئاكا
الغد المجهول والأمس اللّذان اكتنفاكا
وكلانا قطرة ، يا بحر، في هذا وذاك
لا تسلني ما غد، ما أمس؟.. إني...

لست أدري!
 
أبيات بحبها اقتطفتها بدون تسلسل من قصيدة الطلاسم .. لــ إيليا ابو ماضى..
                                                                 ~ wafaa ~

هناك تعليق واحد:

  1. فلـــــــســـفة الحـــــــــــيــــــاة

    أيهذا الشاكي وما بك داء

    كيف تغدو إذا غدوت عليلا..

    إن شر الجناة في الأرض نفس

    تتوقى قبل الرحيل الرحيلا..

    وترى الشوك في الورود وتعمى

    أن ترى فوقها الندى إكليلا..

    هو عب‏ء على الحياة ثقيل

    من يظن الحياة عب‏ء ثقيلا..

    والذي نفسه بغير جمال

    لا يرى في الحياة شيئاً جميلا..

    فتمتع بالصبح ما دمت فيه

    لا تخف أن يزول حتى يزولا..

    أيهذا الشاكي وما بك داء

    كن جميلا ترى الوجود جميلا..

    ردحذف